الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية المحامي سمير عبد الله يكتب عن "ذكريات" عدوان حمام الشط، ويكشف ما طلبه المنصف بن مراد من الإذاعة الوطنية حينها

نشر في  22 ديسمبر 2016  (15:00)

تحدّث المحامي سمير عبد الله عن ذكريات عدوان حمام الشط  الارهاب في اكتوبر 1985، وما طلبه الاعلامي المنصف بن مراد من الاذاعة الوطنية ابان الكارثة كاتبا ما يلي على صفحته الخاصة بالفايسبوك.. 

"ذكريات عدوان حمام الشط في اكتوبر 1985 

عند العدوان الاسرائيلي على مقرّ القيادة الفلسطينيّة بحمام الشط كنت طالبا بكليّة الحقوق وصحفيّا بمجلّة حقائق Réalités التي كان يديرها مؤسّسها الأستاذ المنصف بن مراد.. 
 

صباح يوم العدوان كنت بمكتب مدير المجلّة وكان مقرّها حينئذ بشارع الشاذلي قلاّلة .. الصّدمة كانت في أوجها والاذاعة كانت تذيع خبر قيام " طائرات مجهولة الهويّة" بالاعتداء على تونس ..والمفارقة أنّ الاذاعة الوطنيّة ورغم هول الحدث كانت تذيع برمجتها والأغاني العاديّة. الأستاذ بن مراد اغتاظ من الأمر وهاتف مدير الاذاعة وطالبه باحترام مشاعر المواطنين والكفّ عن بث الأغاني المعتادة وتعويضها بأغاني وطنيّة.. 

 في نفس ذلك اليوم تحوّلت مع زملاء من المجلّة الى موقع العدوان ..لم أصدّق ما رأيته..حمّام الشط تحوّل الى حمّام دم ومقبرة خراب وعاينت اثار القصف الذي سوّى المباني بالأرض.. 

 صور لن أنساها ما حييت ..صور ناطقة بوحشيّة عدوّ اعتدى على بلد امن يقع على بعد الاف الكيلومترات من الكيان الغاصب ..

 لن أنسى كذلك وحدة التونسيين الصمّاء حول قيادة فذّة انتصرت للوطن وسيادته وحوّلت العدوان الى انتصار ديبلوماسي فريد 
 في ذلك الوقت كانت قلوب التونسيين واحدة..لا مزايدات ولا شحن ايديولوجي ..كانت قيادة التفّ حولها شعب موحّد..

 الدّرس الأكبر : تونس لم تتأخّر عن دفع ثمن احتضانها للقيادة الفلسطينيّة ..تونس انتصرت دوما للقضيّة بل وأنقذتها من التصفية..ياسر عرفات وهو ملاحق اثر الاجتياح الاسرائيلي لبيروت وجد حضنا واحدا مفتوحا في كامل العالم العربي : الحضن التونسي ...
 لا تزايدوا على القضيّة..لا تزايدوا على تونس.."